الثلاثاء، ديسمبر 06، 2011

أكدت إفادات عدد من الأسرى الفلسطينيين نقلتها إحدى المحاميات تعرض الأسرى لمعاملة مهينة ومشينة وقاسية من قبل جنود الاحتلال في مركز للتوقيف بين مدينتي بيت لحم والخليل في الضفة الغربية.

وأفادت محامية نادي الأسير الفلسطيني جاكلين فرارجة في حديثها للجزيرة نت أن أحد الأسرى تعرض للضرب بشكل قاس ومبرح لعدة ساعات، وأن الظروف المعيشية للأسرى سيئة للغاية خاصة مع برودة الطقس.

من جهتها قالت منظمة حقوقية إسرائيلية إنها تتابع ما يرد إليها من شكاوى لكن حجم التجاوب معها قليل، نافية اتهامات بالسكوت على ملفات التعذيب وإساءة المعاملة في السجون ومراكز التوقيف الإسرائيلية.

ونقلت المحامية فرارجة التي زارت مركز توقيف عتصيون جنوب بيت لحم الأحد صورة قاتمة لظروف الأسرى، والمعاملة التي يتعرضون لها، خلال فترة وجودهم في المركز التي تتراوح بين أسبوع وشهر قبل نقلهم لسجون أخرى.

إذلال وتعذيب
وذكرت أن أبرز مظاهر الإذلال التي يتعرض لها الأسرى في هذا السجن وعددهم خمسة عشر أسيرا، هو إجبارهم عدة مرات على الخروج إلى الساحة في البرد الشديد، وعلى الجلوس في صفوف بوضعية السجود مع وضع أيديهم إلى الخلف، وإنزال رؤوسهم حتى تستقر على الأرض.

وذكرت أيضا أن مسؤولي السجن يجرّدون الأسرى فور وصولهم من ملابسهم العادية، ولا يبقون لهم سوى الملابس الداخلية، ويسلمونهم ملابس السجن، مؤكدة استمرار منع المحامين وذوي الأسرى من إدخال الملابس والأغطية لأبنائهم.

وأشارت فرارجة إلى عدم قدرة الأسرى على الاستحمام منذ خمسة أيام نظرا لعدم توفر مياه ساخنة، مؤكدة عدم توفر السكر والشاي والطعام الكافي.

وأوضحت محامية نادي الأسير أنها نقلت هذه الظروف إلى الضابط المسؤول في مركز التوقيف عدة مرات دون نتيجة، مضيفة أنها أبلغته أخيرا بنية الأسرى الإضراب عن الطعام كخطوة احتجاجية على ظروفهم.

إضافة إلى ظروف السجن القاسية، سجلت المحامية الفلسطينية شهادة مشفوعة بالقسم للأسير سامي الشعراوي (34) أكد فيها تعرضه للتعذيب.

ونقلت عن الشعراوي قوله إن أشخاصا بلباس مدني اختطفوه من مكان عمله في بلدة دورا، جنوب الخليل تحت تهديد السلاح بوضع المسدس في رأسه، وأخبروه أنهم قوات خاصة (مستعربون).

وأضافت أن خاطفيه عصبوا عينيه وربطوا يديه وشرعوا في ضربه على مختلف أنحاء جسمه، ثم قام اثنان منهم بحمله من أكتافه وإلقائه على الأرض عدة مرات مما تسبب في تهشم ركبته ونزول الدم منها.

وتابعت المحامية نقلا عن موكلها أن خاطفيه ركلوه بأقدامهم في صدره ومعدته وحاولوا خنقه بالضغط على رقبته، موضحة أن عملية التنكيل استمرت لأكثر من 12 ساعة من لحظة اعتقاله وحتى وصوله مركز التوقيف.

جدوى المتابعة
وانتقدت محامية نادي الأسير أداء المؤسسات الحقوقية المناهضة للتعذيب التي تتبنى متابعة هذه الانتهاكات، مؤكدة أن عدم ارتداع الجنود دليل على عدم فاعلية هذه المؤسسات.

من جهتها اشتكت منظمة إسرائيلية مختصة بحقوق الإنسان ومتابعة انتهاكات الاحتلال من عدم جدية تحقيقات الجيش الإسرائيلي في الانتهاكات.

وأشار الباحث الميداني في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) موسى أبو هشهش إلى "عدم جدية التحقيقات العسكرية في الشكاوى".

وأضاف أن المنظمة لا تقتصر على توثيق التجاوزات بل تتقدم بشكاوى للجهات المعنية وخاصة الشرطة العسكرية بخصوص انتهاكات الجيش، ووزارة العدل بخصوص انتهاكات حرس الحدود والشرطة والمستوطنين.

وأضاف أنه تم تكليف محامية بمتابعة الانتهاكات المتعلقة بالأطفال في مركز عتصيون، مشيرا إلى نتائج تمت فيها إدانة جنود وحبسهم ومعاقبتهم، لكنها قليلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق